هواجس
يقولون أن هناك
انهيارا يطرأ في حياة الانسان لا يقوى بعده على العودة لما كان عليه.
2022_9_9
تلك الليلة قدر لها
أن لا تنسى، بعد شهرين من الرسائل المشفرة استجمعت قوتي و صالحت مرآتي، أعددت عشاء
رومانسي لعيد ميلادي و جلست أنتظرته، و ليتني لم أفعل و ليته لم يأت، لحظات ثم
انضم إلي على الطاولة، تجاذبنا أطراف الحديث، ساد صمت المكان كسرته بمغازلة محتشمة
لصنم أمامي، كنت أشبه بشعلة من اللهيب و كان هو ككومة من الجليد، طغى بروده فلزمت
الصمت لما بقي من الأمسية. أنهى طعامه و تمنى لي ليلة سعيدة ثم اتجه إلى غرفته...
وضبت الطاولة ثم
لحقت به، كان على مكتبه يحرر شيئا على حاسوبه، و دون مقدمات سألته هل من خطب معك؟
أومأ برأسه نفيا
ارتفعت نبرتي هذه
المرة و السؤال أضيفت له تفاصيلا.
هل من خطب بك
أخبرني ؟
أجاب: عما تتحدثين
؟
عني و عنك لماذا
تتصرف بطيبة لكنك بعيد رغم كونك قريبا ؟
لا أفهم قصدك أنت
مرهقة عليك أن ترتاحي !
أنا لست مرهقة أنا
مغرمة بك و أنت كالصنم.
نظر إلي بدهشة و استغراب
أردفهما بصمت مخيف للحظات اقترب مني و واجه عينيه بعيني قائلا أظن أن زواجنا لن
ينجح من الأفضل أن ننفصل.
بثقل جلست على
السرير عاجزة عن الكلام راغبة في أن أفهم للحظات و أنا أستجمع الكلمات و سألت: : هل هذا بسبب ما
أخبرتك به قبل زواجنا، لم تتجاوز الأمر صحيح لذلك لم ترغب في أن تلمسني أو تقترب
مني منذ ليلتنا الأولى، لذلك لم تبد أي ردة
فعل على الأمر و تصرفت كأني لم أقل شيئا مهما، لكن لما لم تفسخ الخطبة لما استمررت
معي كأن الأمر لم يعكر صفوك لما تزوجتني لماذا الآن.
لأن أمي تحبك و
تعتبرك ابنتها لم يكن لدي ما اخبرها كسبب لفسخ الخطبة و طبعا لم أكن لأفشي سرك
الذي أمنتني عليه ظننت أنني بعد الزواج سأتجاوز الأمر لكن ... ... ...
لكنك لم تحبني
لتتجاوز ، حسنا لكن ماذا سنقول للحجة الآن
الآن بعد العملية
الحجة بخير ستحزن قليلا لكنها ستتجاوز الآن مع مرور الوقت
سؤال هل أحببتني
كنت معجبا بك
هل أحببتني
لا
سأنام في الغرفة
المجاورة وغدا سأذهب لمنزلي يمكنك أن تبعث ورقة الطلاق إلى هناك.
دخلت الغرفة بضلع
مكسور مثقل بقلب منتفخ بالألم، جلست أرضا و عانقت ركبتاي و بكيت، بكيت كما
لم أفعل من قبل.
مع الساعة السادسة
صباحا خرجت من منزله بكبرياء مكسور و جلباب أبيض.
هناك ألم في أعماقي
لا أستطيع تجاوزه، بطريقة ما تجاوزته بعد تلك الليلة ربما لأني كنت أعرف النهاية
من البداية لكني أوهمت نفسي لأني ربما أحببته حقا.
0 comments: